بسم الله الرحمن الرحيم
( تعريف القصه ----كيف نكتب قصه مشوقه)تعريف القصة القصيرة:هناك طريقان في تعريف القصة القصيرة: - أحدهما كمي ينظر إلى عدد الكلمات ، والمدة التي تستغرقها قراءة القصة :
-
فهي تقرأ في مدة تتراوح بين ربع ساعة و خمسين دقيقة ، وهذا التعريف الكمي لا
يعتد به لأنه من الممكن أن يتوفر في القصة ولا ينطبق عليها المصطلح ولكن المعول
على الخصائص الفنية.
- الثاني كيفي يشترط أن تحقق القصة القصيرة وحدة الأثر أو الانطباع : -لذا لا ينبغي
أن تتعدد الشخصيات و الأمكنة و ألا تتفرع الحوادث، و لكن القصة القصيرة قد لا تتضمن
حكاية بالمفهوم الدقيق ، ولهذا لابد من التمييز بين القصة التقليدية والقصة الحديثة التي
تداخلت فيها الأنواع الأدبية و التي تركز على الجانب الدرامي ( الصراع) . فالقصة التي
تنتمي إلى النوع الأول تتوفر فيها عناصر الحكاية والزمان والمكان و يجاب فيها على
الأسئلة التقليدية : من ؟ أين ؟ متى ؟ كيف ؟ و لماذا ؟ وماذا؟
أما القصة الدرامية فتركز على اللحظة و تستنبطها وتحفر رأسيا في معطياتها ،
فالإيقاع بمفهومه الأشمل نفسياً واجتماعياً ولغوياً هو الأساس فيها.
.
.
الخصائص البنائية للقصة القصيرة: لابد أن نميز بين النوعين السابقين حين نتعرض لذكر الخصائص الفنية للقصة القصيرة:
أولا - القصة القصيرة التقليدية: - الحدث: يجب أن تتصل تفاصيل الحدث و أجزاؤه بحيث تفضي إلى معنى
أو أثر كلي و أن يكون له بداية ووسط ونهاية، فالبداية تمثل الموقف الذي ينشأ عنه
الحدث وهو تمهيد إلى عناصر الزمان و المكان، أما الوسط فهو يتطور من الموقف ويمثل
تعقيداً له، أما النهاية أو نقطة التنوير فتتجمع فيها كل القوى التي احتواها الموقف
وفيها يكتسب الحدث معنى.
-
الشخصية: لكي تتضح الدوافع التي أدت إلى وقوع الحدث لا بد من
التعرف على الأشخاص، والحدث في حد ذاته هو تصوير الشخصية وهي تعمل ، فلا
يمكن الفصل بين الشخصية و الحدث.
-
المغزى: إن أي حدث لا يمكن خلوا من المعنى ، و لكن المعنى إذا انفصل عن الحدث، لذا لابد من
أن ينحل المعنى في مفاصل الحدث بحيث توحي به القصة إيحاءاً ، فهو ركن من الأركان
الثلاثة التي يتكون منها الحدث. ولهذا لابد أن يكتمل المعنى باكتمال الحدث نفسه عندما
تتجمع كل عناصر الحدث في نقطة واحدة هي نقطة التنوير.
-
لحظة التنوير: قد تنتهي القصة دون أن تفضي إلى معنى، و لكنها في هذه الحالة لا تكون قصة
قصيرة لذلك لا بد من وجود لحظة التنوير ، فالقصة بمفهومها الفني تضئ موقفاً معيناً،
فهي تصور موقفاً في حياة فرد ؟أو أكثر ، لا الحياة بأكملها.
-
اللغة والأسلوب: يتمثل نسيج القصة في اللغة و الوصف والحوار والسرد وهو الذي يبرز الحدث، فلا بد من
تنوع اللغة وفقاً لمستوياتها المختلفة
-
الحقيقة الفنية : و القصة القصيرة بمفهومها لدى الرواد تقوم على الإيهام بالواقع، فهي تعني بالتتبع
الطبيعي المنطقي للحدث، ولهذا فهم يؤمنون بضرورة التمسك بالحقيقة ، ولكن الحقيقة
الفنية غير الحقيقة المجردة ، لأن الأولى تقوم على الاختيار وفقاً لرؤية الكاتب، إذ
ينتقي من تفاصيل هذا الواقع ما يخدم الرؤية والقصة القصيرة طبقاً لهذا المفهوم تُعنى
بالوصف الخارجي .
..
..
ثانياً: القصة القصيرة الحديثة: ظهر جيل من الكتّاب الجدد يرفض البناء التقليدي الذي يقوم على التسلسل الزمني
وتطور أزمة الشخصية حتى انفراجها أو موتها ، ورأوا أن التشابك والتداخل والتعقيد
الذي أصبح سمة مميزة لعصرنا لابد أن يكون من صلب التشكيل الفني للقصة فتداخلت
أجزاؤها وتشابكت أزمانها : الماضي و الحاضر والمستقبل، واختفت الشخصية الواضحة
المعالم ، والحدث النامي المتطور ، والعالم الخارجي، واتجه الكتّاب إلى العوالم الداخلية
يرصدون آثار التسارع والانعطاف والتحول الهائل في بواطن النفس ، و أصبحت اللغة إما
تقريرية جافة خالية من الانفعال ، أو شعرية محلقة حسب الموقف النفسي أو
الاجتماعي الذي تعرض له، وظهر في القصة القصيرة الحديثة منزع عبثي انعكس على
الواقع تشويها وتدميراً فوظف الكوابيس والأحلام و الأساطير و الأوهام ( الفنتازيا )، وبدا
من الصعب فهم رؤية الكتّاب ، وحل محل الفهم التأثر بالمناخ العام الذي توحي به القصة
، ويكاد يتفق معظم الدارسين على أن وحدة الانطباع ولحظة الاكتشاف و اتساق
التصميم هي الخصائص الأساسية للقصة القصيرة. وهي خصائص يجب أن تتوفر في
القصة التقليدية أيضاً، ولكنها في القصة الحديثة أبرز:
-
وحدة الانطباع:و هي الخصيصة البنائية الأولى في القصة تنجم عن التكثيف وتآزر العناصر المختلفة ،
والتخلص من الزوائد والتكرار والاستطراد ، وتعدد المسارات الأمر الذي يفضي في
النهاية إلى وحدة الأثر النفسي لدى القارئ.
-
لحظة الاكتشاف: و هي اللحظة التي تتعرض فيها الشخصية أو الحدث للتحولات الحاسمة، وإدراكها وقد
تستغرق حيزاً كبيراً في القصة لأنها تنجم عن تفاعل حي بين الأزمة والشخصية يؤدي
إلى إدراك جوهرها.
مدير المنتدى